محمد في فؤاد الغار يرتجفُ
في كفّه الدهر والتاريخ والصحفُ
مُزَمّل في رداء الطهر قد صَعَدت
أنفاسه في ربوع الكون تأتلفُ
من الصفا من سماء البيت جلَّله
نوراً من الله لا صوفُ ولاخصفُ
فأشرقت بسمات الوحي وانقشعت
تيجان من قتلوا الأحرار واعتسفوا
وَحُرّرت من بلال الحقّ مهجتَه
وضلّ ما نسج الباغون واقترفوا
أنا الجزيرة في عيني عباقرة
الفجرُ والفتح والرضوان والشرف
أنا الجزيرة بيت الله قبلتها
وفي حمى عرفاتٍ دهرنا يقف
جبريل يروي لنا الآيات في حُللٍ
منث القداسات والأملاك قد دلفوا
وقاتلت معنا الأملاك في أُحُـدٍ
تحت العجاجة ما حادوا وما انكشفوا
ذابت عيون وأسماعُ وأفئدةُ
حُبّاً لمن نوره في الغار مكتنفُ
اقرأ فأنت أبو التعليم رائده
من بحر علمك كلُّ الجيل يغترفُ
إن لم تَصُغ منك أقلامٌ معارفها
فالزور ديدنها والظلم والصلفُ
تأريخنا أنت أمهرناك في أنفسنا
نمضي على قبساتٍ منك أو نقفُ
على جماجمنا خُض كل ملحمةٍ
أغلى الرؤس التي في الله تقتطف
في كفك الشهم من حبل الهدى
على الصراط وفي أرواحنا طرفُ
فكن شهيداً على بيع النفوس فما
تحوي الظمائر منا فوق ما نصفُ