بينما الفتاة تتناغم أطراف أصابعها على لوحة المفاتيح كاتبة ومعلقة ومتصفحة وربما عابثة !
بينا هي كذلك .. فجأة توقفت الشاشة وغمر الغرفة ظلام دامس قتل كل بقايا الإضاءة المتشبثة باللمبة على جدار الغرفة ..
هي لا تعلم سبب ذلك الانقطاع ولا ذلك التوقف ، وليس لديها حيلة في إحياء أي محاولة لبعث الضوء من جديد ، وهكذا
مضت تلك الليلة على \"هدى\" ، فاستسلمت لهذا الظلام ونامت .
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحدّ ؛ بل استمر الانقطاع أسبوعاً كاملاً .
لا يهمنا إن كان هذا الموقف حصل أم لا لكنّه متوقع وإمكانية حدوثه متوقعة ، وإذ ذاك فإنَّ حقَّ إنشاء السؤال مشروع ،
ولذلك فإني سأتسلل بهذا الاستفهامات بين ثنايا هذا الحدث المتوقع مهما بعد ، والممكن مهما فُقِد :
• ما الذي يمكن للفتاة أن تقوم به وتشغل به وقتها فيما لو فقدت وسيلة التواصل بالانترنت لأي سبب كان ؟
• ما هي البدائل المفيدة والمشروعة للفتاة في حال انقطاع الوسيلة الأم التي تفيد منها الفتاة وتقتات منها ؟
• هل الانترنت صار الخيار الوحيد للفتاة للتعامل مع العالم الخارجي ، أيا كان ذلك التواصل سلبيا أم إيجابيا ؟
• الأداة الواحدة والخيار الواحد والوسيلة الواحدة والمنفذ الواحد .. رهان على الموت في زمن الحياة ، وانحدار نحو الهاوية في زمن النهوض ..
وتبقى الأسئلة مشرعة ومشروعة ، والأجوبة مطلقة ومعلَّقة ..
وبأيديكنَّ أيتها الفتيات نصب الأسئلة ونحت الأجوبة ..